کد مطلب:90497 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:261
إِذْ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاجِ، وَ لاَ حُجُبٌ ذَاتُ أَرْتَاجٍ، وَ لاَ لَیْلٌ دَاجٍ، وَ لاَ بَحْرٌ سَاجٍ، وَ لاَ جَبَلٌ ذُو فِجَاجٍ، وَ لاَ فَجٌّ ذُو اعْوِجَاجٍ، وَ لاَ أَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ، وَ لاَ خَلْقٌ ذُو اعْتِمَادٍ، ذَلِكَ مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَ وَارِثُهُ، وَ إِلهُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُ، وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ دَائِبَانِ فی مَرْضَاتِهِ، یُبْلِیَانِ كُلَّ جَدیدٍ، وَ یُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعیدٍ. [صفحه 130] خَلَقَ الْخَلاَئِقَ بِقُدْرَتِهِ، وَ اسْتَعْبَدَ الأَرْبَابَ بِعِزَّتِهِ، وَ سَادَ الْعُظَمَاءَ بِجُودِهِ، قَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ، وَ أَحْصی آثَارَهُمْ وَ أَعْمَالَهُمْ، وَ عَدَدَ أَنْفَاسِهِمْ[2]، وَ خَائِنَةَ أَعْیُنِهِمْ، وَ مَا تُخْفی صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّمیرِ، وَ مُسْتَقَرَّهُمْ وَ مُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الأَرْحَامِ وَ الظُّهُورِ، إِلَی أَنْ تَتَنَاهی بِهِمُ الْغَایَاتُ. أَحْمَدُهُ إِلی نَفْسِهِ كَمَا اسْتَحْمَدَ إِلی خَلْقِهِ، وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ غَیْرُ مَعْدُولٍ بِهِ، وَ لاَ مَشْكُوكٍ فیهِ، وَ لاَ مَكْفُورٍ دینُهُ، وَ لاَ مَجْحُودٍ تَكْوینُهُ، شَهَادَةَ مَنْ صَدَقَتْ نِیَّتُهُ، وَ صَفَتْ دِخْلَتُهُ، وَ خَلَصَ یَقینُهُ، وَ ثَقُلَتْ مَوَازینُهُ. وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، الْمُجْتَبی مِنْ خَلاَئِقِهِ، وَ الْمُعْتَامُ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ، وَ الْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ، وَ الْمُصْطَفی لِكَرَائِمِ[3] رِسَالاَتِهِ، وَ الْمُوضَحَةُ بِهِ أَشْرَاطُ الْهُدی، وَ الْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبیبُ الْعَمی. أَیُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ الَّذی إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ، وَ إِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وَ بَادِرُوا[4] الْمَوْتَ الَّذی إِنْ هَرَبْتُمْ أَدْرَكَكُمْ، وَ إِنْ أَقمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وَ إِنْ نَسیتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ، فَإِنَّ تَقْوَی اللَّهِ مِفْتَاحُ سَدَادٍ، وَ ذَخیرَةُ مَعَادٍ، وَ عِتْقٌ مِنْ كُلِّ مَلَكَةٍ، وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، بِهَا یَنْجَحُ الطَّالِبُ، وَ یَنْجُو الْهَارِبُ، وَ تُنَالُ الرَّغَائِبُ. فَاعْمَلُوا وَ الْعَمَلُ یُرْفَعُ، وَ التَّوْبَةُ تَنْفَعُ، وَ الدُّعَاءُ یُسْمَعُ، وَ الْحَالُ هَادِئَةٌ، وَ الأَقْلاَمُ جَارِیَةٌ. وَ بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ عُمُراً نَاكِساً، أَوْ مَرَضاً حَابِساً، أَوْ مَوْتاً خَالِساً، فَإِنَّ الْمَوْتَ هَادِمُ لَذَّاتِكُمْ، وَ مُكَدِّرُ شَهَوَاتِكُمْ، وَ مُبَاعِدُ طِیَّاتِكُمْ[5]، وَ مُفَرِّقُ جَمَاعَاتِكُمْ[6]. زَائِرٌ غَیْرُ مَحْبُوبٍ، وَ قِرْنٌ غَیْرُ مَغْلُوبٍ، وَ وَاتِرٌ غَیْرُ مَطْلُوبٍ، قَدْ أَعْلَقَتْكُمْ حَبَائِلُهُ، وَ تَكَنَّفَتْكُمْ غَوَائِلُهُ، وَ أَقْصَدَتْكُمْ مَعَابِلُهُ، وَ عَظُمَتْ فیكُمْ سَطْوَتُهُ، وَ تَتَابَعَتْ عَلَیْكُمْ عَدْوَتُهُ، وَ قَلَّتْ عَنْكُمْ نَبْوَتُهُ، فَیُوشِكُ أَنْ تَغْشَاكُمْ دَوَاجی ظُلَلِهِ، وَ احْتِدَامُ عِلَلِهِ، وَ حَنَادِسُ غَمَرَاتِهِ، وَ غَوَاشی سَكَرَاتِهِ، وَ أَلیمُ [صفحه 131] إِرْهَاقِهِ[7]، وَ دُجُوُّ[8] أَطْبَاقِهِ، وَ جُشُوبَةُ مَذَاقِهِ. فَكَأَنْ قَدْ أَتَاكُمْ بَغْتَةً فَأَسْكَتَ نَجِیَّكُمْ، وَ فَرَّقَ نَدِیَّكُمْ، وَ عَفَّی آثَارَكُمْ، وَ عَطَّلَ دِیَارَكُمْ، وَ بَعَثَ وُرَّاثَكُمْ یَقْتَسِمُونَ تُرَاثَكُمْ: بَیْنَ حَمیمٍ خَاصٍّ لَمْ یَنْفَعْ، وَ قَریبٍ مَحْزُونٍ لَمْ یَمْنَعْ، وَ آخَرَ شَامِتٍ لَمْ یَجْزَعْ. فَعَلَیْكُمْ بِالْجِدِّ وَ الاِجْتِهَادِ، وَ التَّأَهُّبِ وَ الاِسْتِعْدَادِ، وَ التَّزَوُّدِ فی مَنْزِلِ الزَّادِ، لِیَوْمٍ تَقْدُمُونَ عَلَیْهِ عَلی مَا تُقَدِّمُونَ، وَ تَنْدَمُونَ عَلی مَا تُخَلِّفُونَ، وَ تُجْزَوْنَ بِمَا كُنْتُمْ تُسْلِفُونَ[9]. وَ لاَ تَغُرَّنَكُمُ الدُّنْیَا[10] كَمَا غَرَّتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، مِنَ الأُمَمِ الْمَاضِیَةِ، وَ الْقُرُونِ الْخَالِیَةِ، الَّذینَ احْتَلَبُوا دِرَّتَهَا، وَ أَصَابُوا غِرَّتَهَا، وَ أَفْنَوْا عِدَّتَهَا، وَ أَخْلَقُوا جِدَّتَهَا. أَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً، وَ أَمْوَالُهُمْ میرَاثاً. لاَ یَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ، وَ لاَ یَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ، وَ لاَ یُجیبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ. فَاحْذَرُوا الدُّنْیَا فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ[11] خَدُوعٌ، مُعْطِیَةٌ مَنُوعٌ، مُلْبِسَةٌ نَزُوعٌ، لاَ یَدُومُ رَخَاؤُهَا، وَ لاَ یَنْقَضی عَنَاؤُهَا، وَ لاَ یَرْكَدُ بَلاَؤُهَا. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْیَا تَغُرُّ الْمُؤَمِّلَ لَهَا، وَ الْمُخْلِدَ إِلَیْهَا[12]، وَ لاَ تَنْفَسُ بِمَنْ نَافَسَ فیهَا، وَ[13] تَغْلِبُ مَنْ غَلَبَ عَلَیْهَا. وَ أَیْمُ اللَّهِ إِنَّهَا سَتُورِثُ غَداً أَقْوَاماً النَّدَامَةَ وَ الْحَسْرَةَ، بَإِقْبَالِهِمْ عَلَیْهَا، وَ تَنَافُسِهِمْ فیهَا، وَ حَسَدِهِمْ وَ بَغْیِهِمْ عَلی أَهْلِ الدِّینِ وَ الْفَضْلِ فیهَا ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ بَغْیاً وَ أَشِراً وَ بَطَراً[14]. [صفحه 132] وَ أَیْمُ اللَّهِ، إِنَّهُ[15] مَا كَانَ[16] قَوْمٌ قَطُّ فی غَضِّ[17] نِعْمَةٍ مِنْ عَیْشٍ[18] فَزَالَ عَنْهُمْ إِلاَّ بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا، مِنْ بَعْدِ تَغْییرٍ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَ تَحْویلٍ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَ قِلَّةِ مُحَافَظَةٍ، وَ تَرْكِ مُرَاقَبَةِ اللَّهِ جَل وَ عَزَّ، وَ تَهَاوُنٍ بِشُكْرِ نِعَمِ اللَّهِ. لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فی مُحْكَمِ كِتَابِهِ: إِنَّ اللَّهَ لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ[19]. لأَنَّ اللَّهَ تَعَالی لَیْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبیدِ. وَ لَوْ أَنَّ النَّاسَ[20] حینَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ، وَ تَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ[21]، أَیْقَنُوا أَنَّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ بِمَا كَسَبَتْ أَیْدیهِمْ، فَأَقْلَعُوا وَ تَابُوا، وَ[22] فَزِعُوا إِلَی اللَّهِ رَبِّهِمْ جَلَّ ذِكْرُهُ[23] بِصِدْقٍ مِنْ نِیّاتِهِمْ، وَ وَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَ إِخْلاَصٍ مِنْ سَرَائِرِهِمْ، وَ إِقْرَارٍ مِنْهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ إِسَاءَتِهِمْ، لَصَفَحَ لَهُمْ عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ، وَ إِذاً لَأَقَالَهُمْ كُلَّ عَثْرَةٍ[24]، وَ لَرَدَّ عَلَیْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ، وَ أَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ[25]. أَیُّهَا[26] الْغَافِلُونَ غَیْرُ الْمَغْفُولِ عَنْهُمْ، وَ التَّارِكُونَ الْمَأْخُوذُ مِنْهُمْ، مَا لی أَرَاكُمْ عَنِ اللَّهِ ذَاهِبینَ، وَ إِلی غَیْرِهِ رَاغِبینَ؟. [صفحه 133] كَأَنَّكُمْ نَعَمٌ أَرَاحَ[27] بِهَا سَائِمٌ إِلی مَرْعَیً وَبِیٍّ، وَ مَشْرَبٍ دَوِیٍّ[28]، وَ إِنَّمَا هِیَ كَالْمَعْلُوفَةِ لِلْمُدی لاَ تَعْرِفُ مَاذَا یُرَادُ بِهَا، إِذَا أُحْسِنَ إِلَیْهَا تَحْسَبُ یَوْمَهَا دَهْرَهَا، وَ شِبَعَهَا أَمْرَهَا. عِبَادَ اللَّهِ، زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا، وَ حَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَ تَنَفَّسُوا قَبْلَ ضیقِ الْخِنَاقِ، وَ انْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّیَاقِ. وَ اعْلَمُوا أَنَّ[29] مَنْ لَمْ یُعَنْ[30] عَلی نَفْسِهِ حَتَّی یَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَ زَاجِرٌ، لَمْ یَكُنْ لَهُ مِنْ غَیْرِهَا زَاجِرٌ وَ لاَ وَاعِظٌ، وَ مَنْ لَمْ یَعْتَبِرْ بِغَیْرِ الدُّنْیَا وَ صُرُوفِهَا لَمْ تَنْجَعْ فیهِ الْمَوَاعِظُ، وَ مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ زَاجِرٌ كَانَ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَافِظٌ. فَاتَّقُوا اللَّهَ، أَیُّهَا النَّاسُ، حَقَّ تُقَاتِهِ، وَ اسْتَشْعِرُوا خَوْفَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ، وَ أَخْلِصُوا النَّفْسَ، وَ تُوبُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبیحِ مَا اسْتَفَزَّكُمُ الشَّیْطَانُ مِنْ قِتَالِ وَلِیِّ الأَمْرِ وَ أَهْلِ الْعِلْمِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ مَا تَعَاوَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ تَفْریقِ الْجَمَاعَةِ، وَ تَشْتیتِ الأَمْرِ، وَ فَسَادِ صَلاَحِ ذَاتِ الْبَیْنِ، إِنَّ اللَّهَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ یَعْفُو عَنِ السَّیِّئَاتِ وَ یَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ[31]، إِنَّهُ قَریبٌ مُجیبٌ[32].
بِسْمَ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَیْرِ رُؤْیَةٍ، وَ الْخَالِقِ مِنْ غَیْرِ رَوِیَّةٍ[1]، الَّذی لَمْ یَزَلْ قَائِماً دَائِماً،
صفحه 130، 131، 132، 133.
و نسخة عبده ص 211. و نسخة الصالح ص 123. و نسخة العطاردی ص 89.